دبي (ا ف ب) - افتتح فيلم "زي النهار ده" للمخرج المصري الشاب عمرو سلامة الذي نزل الى الصالات الاسبوع الماضي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في ابو ظبي مساء السبت وقد انقسم النقاد من حوله.
وحمل الفيلم الذي انتجته شركة "روتانا ستديو" وشركة "كلينيك" مع المنتج محمد حفظي الذي يهتم بانتاج اعمال جديدة شابة عنوان "زي النهار ده" وبدا وكانه يردد ولو من بعيد صدى قصيدة لاحمد فؤاد نجم يقول مطلعها "زي النهار ده من كام سنه ما فيش لزوم للعد والحسبنه".
ويلعب ادوار البطولة في الفيلم احمد الفيشاوي وبسمة الى جانب آسر ياسين واروى، وصورت احداثه في جو من الغموض والتشويق حاول المخرج في عمله الاول سنها داخل دائرة تسير كدورة الساعة وهي تكرر نفسها وتعود.
ويطرح الفيلم سؤالا اساسيا داخل هذه الاجواء البوليسية التي لا تخلو من المغامرة: هل يمكن للانسان وان كان يعلم ما الذي سيجري له ان يغير في قدره ويحول دون موت قريب له؟.
الوقت والشباب الضائع والعبث يصورها عمرو سلامة الذي كتب سيناريو فيلمه الاول وصوره كما قام بنفسه بعملية المونتاج.
غير انه ورغم الجهد المبذول ورغم الدقة التي اعتمدها قبل بدء التصوير بان رسم سكريبتات لجميع المشاهد وحضرها على نحو جيد يخلو الفيلم بحسب بعض النقاد من الروح التي يمكن ان تشد المشاهد اليها ويظل باردا الا في لمعات خلاقة توزعت هنا وهناك.
وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب العرض اثنى كثير من النقاد المصريين على المخرج وامكانات الفيلم التقنية والفنية مقارنة مع ما هو موجود في السوق المصري من نتاج، كما انهم امتدحوا الفيلم لانه يخرج برأيهم عن النمط السائد في السينما المصرية ويتطرق لموضوع قلما تطرقت اليه هذه السينما وهو موضوع الباراسيكولوجيا.
وبدا عدد آخر من النقاد غير المصريين اقل حماسة لهذا الفيلم معتبرين انه يشكو من عيوب كثيرة بينها اداء مصطنع لاحمد الفيشاوي الذي يكسر من انسيابية الفيلم.
ولم ينجح الفيلم في نقل المشاعر الى المشاهد ومسه بها وان كان السيناريو مشغولا على نحو جيد وكذلك الحلول الاخراجية، وربما النقطة الاضعف تكمن في عدم قدرته على احلال كمية صدق كبير لدى الممثل في تأدية الدور.
وقال المخرج عمرو سلامة حين سمع تلميحا الى تاثره بفيلم اميركي معين انه متاثر بكثير من الانتاج السينمائي في العالم منها السينما الاسبانية والسينما الكورية وغيرها اضافة الى السينما الاميركية.
من ناحيته اعترف المنتج محمد حفظي الذي شارك في المؤتمر الصحافي انه تحمس للمخرج اكثر مما تحمس لسيناريو الفيلم بعد ان سبق وعمل معه على فيلم قصير، وقال "عمرو لم يدخل الكلية ليدرس صناعة السينما وهو يطمح لتحقيق انجازات في السينما، وجدت الموضوع غريبا واحببت ان اجرب".
ودرس عمرو سلامة المحاسبة اساسا وقال ان فكرة الفيلم راودته خلال الدراسة، واضاف "جاءتني الفكرة وانا ادرس المحاسبة الضريبية فالتحقت بدروس للرسوم المتحركة والخدع السينمائية قبل ان ابدأ كتابتي لنص الفيلم، وقد استغرق الامر من الفكرة الى كتابة السيناريو فالتنفيذ اربع سنوات".
ويحرص المنتج حفظي على تقديم الوجوه الجديدة في السينما المصرية ليس فقط وراء الكاميرا وانما ايضا امامها، وفي "زي النهار ده" معظم الوجوه شابة وجديدة وهو ما اكد عليه المنتج ما اثار احتجاج الممثلة هالة صدقي الممازح مشيرة الى انها وابناء جيلها يحتاجون ايضا الى ادوار.
وحضرت هالة صدقي المؤتمر الى جانب الهام شاهين والمخرج مجدي احمد علي الذي يشارك فيلمه "خلطة فوزية" في المسابقة الرسمية، ويشارك في بطولة هذا الفيلم الاخير الهام شاهين ومحمد منير الحاضران في مهرجان ابوظبي.
واكد منتج "خلطة فوزية" الذي ينجز فيلمه الثاني بعد شريط "ورقة شفرة" الكوميدي انه ينوي التعامل مجددا مع سلامة الذي اكد بدوره انه انتهى من كتابة سيناريوهين جديدين وسيبدأ قريبا بتنفيذ احدهما.
وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية بين 14 فيلما روائيا بينها ثمانية افلام عربية جديدة.
وضمن فعاليات المهرجان تم السبت تكريم المخرج التونسي ناصر خمير في حفل خاص، ومنحه رئيس الهيئة العليا للثقافة والتراث في ابو ظبي الشيخ حمد المزروعي جائزة اللؤلؤة السوداء التقديرية.
وكرم المهرجان كذلك الممثل البريطاني بن كنجسلي على عطاءاته للسينما ومنحه جائزة اللؤلؤة الذهبية التقديرية كما عرض له فيلمه الاشهر "غاندي".
كما كرمت الهيئة ثلاثة منتجين عالميين هم جيف سكول وجاك ايبيرت وقمران الهيان لدورهم "في خلق سينما مسؤولة اجتماعيا".