الحرب الأخيرة التي تعرضت لها غزة، الكل عبّر عنها بطريقته، إلا أن تهامي كريم المصمم السعودي استخدم لغة أخرى في التعبير عن هذه الحرب الشرسة، حيث صمم مجموعة لقطع من الحلي، طرحها تحت مسمى مجموعة الحرب «باتمان لا يستطيع الطيران».
يقول كريم: ««الفكرة تكمن في أن لكل شخص إمكاناته، فمثلاً باتمان غير قادر على الطيران لأنه لا يستطيع إلا على القفز فقط، فما حدث أننا تخيلنا أن هناك البطل ذا الإمكانيات، لأن كثيرا من الناس كانوا يبحثون عن هذا البطل ويصورونه منتصرا، بينما أرى من وجهة نظري أن ما حدث هو العكس تماما، فقد خسر هذا البطل كل ما لديه وعاد إلى نقطة الصفر».
في قطع الحلي التي استوحاها كريم استخدم فن البوب آرت، وهو فن ظهر في الخمسينات في لندن والستينات في أميركا. في بريطانيا كان تركيز هذا النوع من الفن على الكولاج، وهو قص وإلصاق الصور والكلمات، أما في أميركا فيتم استخدام الفرشاة والألوان بصورة أكبر.
ويعد فن البوب آرت فن الثقافة الشعبية، أو بالأصح الأسلوب الفني الذي يمثل رجل الشارع المنغمس في التفاصيل اليومية، الذي يتعامل مع المعلبات ومع الثقافة الاستهلاكية أكثر من الكتب، وهذا النوع من الفن ينقل أو يرسم المنتجات الاستهلاكية كما هي، أو يحوّرها بحسب وجهة نظر الرسام، بالإضافة إلي رسم النجوم المشاهير أو علب المرطبات وكل شي له علاقة مباشرة بالجمهور أو المستهلك، لينتج لهم الفن من الحياة.
ويضيف: «هذا الفن يقوم على هذه المواد، لكي يشعر المتلقي أنه أمام لوحات يعرفها تماما، لأن العمل الفني يعتمد على معلبات المواد الغذائية أو رسومات لنجوم الغناء المشهورين».
يقول المصمم تهامي كريم: «استخدمت في هذه القطع التي استوحيتها من الحرب الأخيرة على غزة، كل ما يرمز إلى هذه الحرب، مثل الشماغ الفلسطيني والعلم الأميركي، كرمز للسلاح المستخدم في هذه الحرب الهمجية، وكذلك أجزاء من شعارات بعض الشركات مثل شعارات شركات المشروبات الغازية، لدلالات متعددة مثل المقاطعة، وكذلك القوة الاقتصادية، وحالة الاستهلاك التي نعاني منها أو التي لا نستطيع التوقف عنها. ف
ي بعض القطع استخدمت الجماجم للدلالة على ضحايا الحرب، وجزءا من العلم الأميركي، والشماغ الفلسطيني الذي أصبح أيقونة لدى الشباب وحتى السيدات في هذه الفترة، كنوع من المقاومة والصمود، لكن العمود الفقري للقصة باتمان البطل الخيالي».